الاثنين، 19 يناير 2009

الرسالة الثلاثون الى الانسان في هذا العالم

المصالح القومية وكيف نفهمها في الوضع الراهن
ان مضمون المصلحة القومية في مجال العلاقات الخارجية قد تغير في الولايات المتحدة الامريكية تبعا لتغير الظروف التاريخية .
ففيما مضى كانت الولايات المتحدة في غنى عن القارة الاوربية لوفرة مواردها الذاتية .
وكانت قوى القارة بعيدة عنها غارقة في دماء حروبها فيما بينها,فهي عاجزة عن ان تهددها ,كانت المصلحة القومية للامريكيين في العزلة ولكن ظروف الحربين الاولى والثانية اقنعت الولايات المتحدة نهائيا بان سياسية العزلة لم تعد تستجيب الى مصلحتها القومية وانما المشاركة الايجابية بشتى صورها ــ في المشاكل العالمية , أضحت من مقتضيات المصلحة واصبحت المصلحة القومية كمفهوم عام لاتعدو ان تكون التصوير الاصلاحي لفكرة الخير العام في اطار المجتمع القومي .
فالخير العام بالنسبة للمجتمع الغربي يصب في مجال المنافسة الحرة في المجال الاقتصادي,وفي الحرية الفردية في المجال السياسي باعتبارها جناحي الكفاية بل والطريق الى مجتمع الوفرة لدى تلك المجتمعات .
ولكن التغير الذي حصل في امريكا بدأ في تغير مضمون المصلحة القومية,نتيجة التغير الحاد في القيادات السياسية وتغير نظرتها بالمطلق الى الصورة التاريخية الراهنة للسياسات الدولية ,اي التغير في النظم السياسية ذات الطابع الايديولوجي الذي ضمنته اهدافها في السياسة الخارجية.
وليس من شك ان دبلوماسية الدولة هي التي يقع عليها عبء جميع هذه العوامل في كل واحد متكامل,ثم تقدير مدى مايكون له من وزن في ميدان علاقات القوىفي المجال الدولي فتتحرك به في الطريق الى تحقيق اهدافها الخارجية وذلك بالاسلوب الدبلوماسي في زمن السلم.
اما بالنسبة للاستراتيجية فهي التي تقع عليها عبء تقدير عوامل قوة الدولة وتوجيهها في حالة الحرب,وهي تحديدا القدرة على تجميع العوامل الاولية لقوة الدولة ثم تقديره لتوجيهه الى مايحقق المصالح القومية للدولة من اقرب طريق وبأقل التضحيات وذلك بداهة في ضوء تقديرها لمكانة هذه القوة من سلّم القوى الدولية.
والدبلوماسية تتدرج في مستويات حتى تصل الى الاستراتيجية فكل مستوى من مستوى الدبلوماسية يمارس مستندا الى مستوى يقابله من درجات قوة الدولة الفعلية يرجح له النجاح في تحقيق اهدافه والا ضل الهدف وعرض الدولة الى المخاطر والتاريخ مليء بالامثلة التي أساء فيها الساسة تقدير القوى القومية والقوى المحيطة,فحملوها دبلوماسية متعجرفة او مهددة لاتطاق,او استراتيجية تنوء بها ,فكان الدمار للوطن!
ولعل اقرب مثال الينا مايحدث الان على مستوى العالم الثالث والشرق الاوسط تحديدا.
ومايجب التنبيه عليه لاهميته القصوى هو ان تقدير طاقات الدولة على العمل الدبلوماسي والاستراتيجي في الخارج لايرتكز الى حساب عوامل قواها القومية وجمع مفرداته ثم تقدير هذا الجمع فحسب,وانما لابد للتقدير الصحيح من ان يتم في ضوء القوى الخارجية التي ستتصارع معها القوى القومية من اجل تحقيق مصالحها في اطار خريطة توزيع القوى .
اما مضامين المصلحة القومية العربية,فهي وانا اكيدة من ذلك السعي الى السلام العالمي باعتباره طريق الشعوب النامية الى تحقيق انمائها الاقتصادي فقوتها السياسية.
ولكن يبدو ان هناك من يحاول ضرب هذا المضمون وعرقلة هذا السعي لمنع الوصول اليه ,حاملا هدف تحقيق غايات مستقبلية يجب الانتباه اليها بمنتهى الدقة وعلى مستوى العالم.
لاأقول لك وداعا يااخي الانسان لاني معك دائما

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق