الاثنين، 19 يناير 2009

الرسالة الخامسة والثلاثون الى الانسان في هذا العالم

ذكرى رئيس[color=white]ياأخي الانسان:ان رسالتي هذه ليست ككل الرسائل,بل هي رسالة تريد أن تقول:
ان الخير ليس له موطن أو أمة بعينها,وان الشر والارهاب كذلك ليس له موطن ولا هو مختص بأمة بعينها.
انها تتحدث عن رجل لم يعرفه جيلنا ,فأردت أن أحيي ذكراه,على الرغم من عشرات الكتب والمجلدات التي كتبت عن مصرعه....
انه رجل أتى متقدما على زمنه ,أتى في وقت ليغير فيه مجرى التاريخ,فضاق به من أرادوا أن يكتبوا التاريخ بطريقتهم,ليحافظوا على مكاسبهم وما يخططون له الى مانحن فيه الآن .
قوى الشر والظلام ,قوى كتبت منذ عقود وعقود تاريخ العالم ,ووضعت مخططا لتنفيذه,فلما جاء من أراد أن يغير هذا المخطط أوقفوا نبض قلبه وأطفؤوا نور الحياة في عينيه .
انه جون فيتز جيرالد كنيدي الذي أراد أن يسترد الديموقراطية التي ضاعت,والنفوذ الذي سرقته الرأسمالية الصناعية في بلاده..........واذا هو يتأهب ليوجه ضربات حاسمة لقوى الشر والطغيان والسيطرة برأس المال الجشع والمحتكر ,فاجأته تلك القوى بمصرعه العظيم.
انه يوم الجمعة 22نوفمبر (تشرين الثاني)1963م
انه اليوم الذي قررت فيه قوى الظلام أن تكتب على الرصاصة التي اخترقت رأس جون كنيدي لا للسلام العالمي,لاللتفاهم الدولي,نعم للحروب في أي مكان في العالم.!!ان الملايين التي بكت كنيدي من أرجاء الأرض لم تكن تعرفه الا من خلال بعض مواقفه واتجاهاته ,التي كشفت عن رجل حاول أن يكون شيئا جديدا في أمريكا........
رجل كانت له أحلام نبيله ...وكانت أحلامه تستمد رواءها وصدقها من قلبه,وتجربته,وثقافته,أكثر مما تستمدها من بيئته...!!
ولقد كان عظيما حين لم يذعن لهواجس الخطر الحقيقي الذي يهدد مستقبله السياسي كرئيس للولايات المتحدة,بل ويهدد حياته نفسها اذا هو حمل مشعل "ابراهام لنكولن" من جديد ,ووقف بكل سلطاته ونفوذه الى جانب الحقوق المهضومة للبشر الزنوج...!!
ولقد كان عظيما,وهو يفكر ويحاول وسط ظروف بالغة الصرامة والقسوة ,ترويض رأس المال الطاغي في بلاده..!
ولقد وقف قبل مصرعه ببضعة أيام يخطب في اتحاد العمال ,فحمل أرباب المال والصناعة والذين هم في نفس الوقت أرباب الكونجرس الأمريكي ...حملهم في شجاعة مسؤولية بطالة أربعة ملايين من العمال ,الذين لايجدون عملا,ولايجدون أجرا...!!
ولقد كان عظيما كذلك,وهو يفكر ويحاول أن يوسع أبعاد التفاهم الدولي,ويبحث عن فرص جديدة للسلام العالمي,في جهد صادق ,تحفذه الى العمل تبعات رجل رشيد.
ان مصرع جون كنيدي مهما تكن حقيقته ودوافعه ليمثل ضربة بشعة وغادرة ,أصابت الشعب الأمريكي كله في سمعته,قبل أن تصيب كنيدي في رأسه.
ولقد تلقت الديموقراطية نصيبها من الضربة الغادرة ,بيد أن خجلها أنساها جراحها...!!
ولئن كان كنيدي قد رحل مع الشفق الغارب الى العالم البعيد,فان بسمته التي كانت تعلو شفتيه لحظة اغتياله ستظل تقول لقوى الظلام في بلاده:من اليسير عليكم أن تربحوا معركة ولكنكم أبدا لن تربحوا المستقبل ولن تغنموا المصير ........!!
لاأقول لك وداعا ياأخي الانسان لأني معك دائما

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق