الاثنين، 19 يناير 2009

الرسالة الثامنة والعشرون الى الانسان في هذا العالم

الوضع الدولي وميزان القوة في القرن الحادي والعشرين
ياأخي الانسان : كيف لنا أن نفهم ميزان القوة في ضوء هذا الاختلال الفظيع لميزان القوى الدولية ,خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي . فأنا أعلم ان الهدف النهائي والبعيد لسياسة ميزان القوة هو الحيلولة دون قيام الامبراطورية العالمية.
فسياسة ميزان القوة يهدف الى توزيع عادل للقوة في نسق دولي معين,وذلك باعتبار ان عدالة توزيع القوة هي مبدأ أخلاقي ومن ثم قيمة في ذاتها.
أما سياسة ميزان القوة بهدف الابقاء على الوضع الراهن لتوزيع القوى في نسق دولي معين فهذا خطأ كبير باعتبار ان الابقاء على الوضع الراهن يعني ابقاء على ميزان القوى ذاته,وشعور الاخرين بالدونية وابقاء التهديد قائما على اساس هذا الميزان وبالتالي سوف يصبح استقلال اي دولة مهددا نتيجة التوزيع الراهن للقوة.
وفي هذه الحالة تصبح سياسة ميزان القوة مختلطة بسياسية الامن (امن الدولة).
وهذا ماحصل للولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية,التي جعلت من الولايات احدى كفتي ميزان القوة في النسق الدولي العالمي ومن هنا بدأت تمارس سياسة خارجية مضمونها التحكم في صورة توزيع القوة بين المتنافسين وعلى وضع يؤمنها في نفس الوقت من اثار اختلال التوازن بين هذين المتنافسين.
وهذا مافعلته بريطانيا ايضا في اوج عظمتها اذ ابقت القوى الأوروبية على توازن لايسمح لأي قوة منها ان تكون على درجة من التفوق بحيث تستطيع ان تتجه بتفوقها الى بريطانيا مهددة امنها .
اذا يجب ان ننظر الى فكرة ميزان القوة من انها تدور حول ضرورة توازن بين القوى في النسق الدولي,تفاديا للامبراطورية العالمية من ناحية وللفوضى الدولية من ناحية اخرى ومن ثم تحقيقا للسلام القائم على العدل في توزيع القوى بين اعضاء نسق دولي معين.
أما الامم المتحدة التي تعمل على اساس قوانين نمطية لم تكن يوما في مجال التطبيق العلمي الصحيح ومن غير تدخل الاخرين فهي التي تحمل مسؤولية كل عضو من اعضائها والمفترض بها انها لاتعمل لحساب دول معينة في مواجهة دول معينة اخرى والا اقتربت من التحالف ...!
والتحالف كما لايخفى"مبدأ سياسي" هو مبدأ ميزان القوة .
بينما المنظمة الدولية هي تنظيم قانوني عالمي للسلام,الاصل في فكرته التي ترتكز عليها " فكرة الامن الجماعي".
ومع ذلك لم تستطع المنظمة الحؤول دون قيام الامبراطورية العالمية من ناحية والفوضى الدولية من ناحية اخرى ومن ثم الابقاء على صورة معينة لتوزيع القوى داخل النسق الدولي.
اخلص الى نتيجة ان الامم المتحدة هي منظمة الكبار وليس ادل على ذلك من مجلس الخمسة والوقوف في وجه الاصلاحات التي تؤدي ,الى تطوير المنظمة الدولية..........!
لا اقول لك وداعا يااخي الانسان لاني معك دائما

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق