الاثنين، 19 يناير 2009

الرسالة الثالثة والثلاثون الى الانسان في هذا العالم

جوهر الحرب كفكر وكبرنامج عمل
ياأخي الانسان:
ان الحرب لاتعني في حقيقتها الا القتل المنظم ,انها القتل الذي استدعته ظاهرة انقسام الانسانية الى وحدات سياسية متميزة,انها القتل الذي الذي يجعل من القاتل بطلا عند قومه,ومن القتيل شهيدا في فريقه.
والحرب مجردة من التمثلات الجماعية كالبطولة والشهادة وغيرها هي القتل والقتل فحسب ,فمن غير القتل لاحرب.
ان في حدث الحرب حقيقة واحدة هي القتل ,وكل ماعداه ظواهر اجتماعية وبغض النظر عن الوسائل والاهداف فالقتل المنظم لدى الجماعات البدائية من أجل سبي النساء او جلب الأرقاء هو حرب يستوي في جوهره مع القتل بالاسلحة المعاصرة من اجل المزيد من الوفرة في الموارد الاقتصادية,او من اجل كسب واقع استراتيجية.
تلك هي حقيقة الحرب من حيث هي حدث ,فما جوهرها واصلها؟
ان الانسان(القادة)هو الذي يمارس الحرب,وهو يمارسها في كل مرة بفكرة مسبقة عن هدفها ووسائلها ومن ثمة كبرنامج عمل ,وهو بذلك يستجيب لكونه كائنا يعمل بالفكرة,يرافق ذلك اندفاعه الغريزي,غريزة القتل والقتال.
فهي التي تحكم ظاهرة الحرب كفعل وكرد فعل على السواء وبها ترتبط شتى الاحوال السايكولوجية التي تحرك افعال الحرب عند البشر.
وبغريزة القتال هذه ترتبط طائفة من الاحوال السايكولوجية المحركة لافعال الحرب لدى الانسان:منها الخوف,والقلق,وما يرتبط بهما من هجومية وارهاب واقدام فللخوف انواع كالخوف من العدو قبل الصديق وخوف الرئيس من المرؤوسين وخوف المرؤوسين من الرئيس ,الخوف من المرض او الموت اوحتى من الموتى...بل والخوف من المجهول.
ولقد كان مكيافلي يرى ان فن السياسة كثيرا مايتمثل في فن استغلال الخوف لدى الآخرين.
فالخوف في حالة الحرب او وجود مايشبهها يشكل حالة من الاضطراب النفسي التي تطرأ كرد فعل لخطر خارجي واقع.
في حين ان القلق يعني حالة الاضطراب النفسي التي تنتاب الانسنا كرد فعل لخطر ليس قائما في الخارج,ومن ثم ليس واقعا وانما نتصوره محتمل الوقوع في داخلنا مما يربطه في كثير من الاحيان بالوهم واللاشعور.
ان القلق يسبب حالة من الشلل النفسي للمرؤوسين في حضرة الرؤساء,وهذا يؤدي الى اختلال التوازن السايكولوجي التي تؤدي بصاحبها الى الهروب النفسي نحو العنف والهجومية.
ولهذا اهميته في شأن ظاهرة الحرب على وجه الخصوص.
وقد يؤدي هذا الى القاء اصحاب السيادة بالشباب في حروب خارجية فداء للوطن كشعار تقبع من وراءه عقد عديدة.....!!لاأقول لك وداعا ياأخي الانسان لاني معك دائما

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق